غزو روسيا لأوكرانيا وارتفاع سعر صرف الدولار في مصر

ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنية المصري نتيجة الغزو روسيا لأوكرانيا يثقل كاهل المواطن المصري.    

. في ظل هذا الارتفاع، عانى الاقتصاد المصري ويحاول التعافي بينما تشير المؤشرات الى استمرار سعر صرف الدولار في الارتفاع. ما هي أسباب هذا الارتفاع، وكيف يؤثر سلبا على المصرين؟

سعر صرف الدولار: ارتفاع غير مسبوق

منذ بداية 2022، واصل سعر صرف الدولار الارتفاع مقابل الجنية المصري. وصل هذا الارتفاع الى 11% ليعادل سعر صرف اليورو في أسواق العملة المصرية لأول مرّة. أحد أكثر المتغيرات العالمية التي أثّرت على ارتفاع سعر صرف الدولار هو غزو روسيا الغير مبرر لأوكرانيا.

طرأت على أسواق العالم منذ بداية الازمة العديد من الاحداث التي أثرت سلبا على الاقتصاد الدولي بشكل عام. لعل أبرز تلك الاحداث هو تعطل خطوط الإنتاج والتصدير، مما أضر باقتصاد بعض الدول وخاصة الدول النامية. أثرت الحرب على الاستثمارات الأجنبية. خوفا من تقلبات الأسواق التي عقبت عدوان روسيا على جارتها، سحب الكثير من المستثمرين الأجانب استثماراتهم من مصر.

أثّر سحب الاستثمارات الأجنبية من مصر سلبا على سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنية المصري. بالإضافة الى ذلك، ارتفع السعر العالمي للقمح بعد منع روسيا أوكرانيا من تصدير قمحها للعالم. مع ارتفاع سعر القمح، ارتفع أيضا سعر الدولار مقابل الجنية. حيث تشتري مصر القمح، والعديد من السلع الأخرى التي تستوردها وتدفع السعر بالدولار. أخيرا، أثر غياب السائحين الروس والأوكرانيين أيضا على توافر الدولار والعملات الأجنبية بصفة عامة في مصر. 

القادم أسوأ

 للتعامل مع الازمات الاقتصادية المتكررة التي يوجهها الاقتصاد المصري، وارتفاع أسعار الصرف، تلجا الحكومة المصرية للاقتراض.

حاليا، تجري الحكومة المصرية مفاوضات مع صندوق النقد لدولي من أجل الحصول على قروض جديدة. حصول مصر على تلك القروض، قد ينعش الاقتصاد المصري مؤقتا. الا أن الاقتراض ليس حلا طويل الأمد.

كما إن الاقتراض يتطلب سداد قيمة القرض، وكذلك الفائدة. لسداد الديون، يتحتم على الحكومة المصرية توفير الدولار. في حال استمرار الغزو الروسي على أوكرانيا، ستستمر حالة الركود في حركة التجارة العالمية. استمرار حالة الركود يعني أستمرر شح الدولار الازم للاستيراد، وكذلك لسداد الديون. لذلك تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا لم يقتصر فقط على ازمة الغذاء والطاقة. امتد ذلك التأثير الى أسعار صرف العملات، وكان الجنية المصري أحد الضحايا. سعر الصرف الذي وصل الية الدولار مقابل الجنية المصري يعتبر الأعلى على الاطلاق. استمرار سعر صرف الدولار في الارتفاع حتما سيثقل كاهل المواطنين المصرين، ويزيد من معاناتهم المادية.