بايدن والعودة للشرق الأوسط

قمة جدة للأمن والتنمية على استمرار الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، التي تأكد على تعاون الاقتصادي والأمني.

الشرق الأوسط
رؤساء دول الخليج و مصر و الأردن والعراق مع الرئيس الأمريكي بايدن

أكدت قمة جدة للأمن والتنمية على استمرار الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط. القمة التي شاركت فيها الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي. كما شاركت في القمة كل من مصر والعراق والأردن. تأتي هذه القمة عقب تحولات سياسية وتحديات اقتصادية كبيرة تشهدها المنطقة. الغزو الروسي لأوكرانيا، الحدث الأهم دوليا، والذي تطلب التأكيد على تعاون الولايات المتحدة مع حلفائها في الشرق الأوسط. من أجل التقليل من تداعيات العدوان الروسي على أوكرانيا.

الشرق الأوسط و الحلول الأقتصادية

لعل التأثير الأبرز للغزو الروسي على أوكرانيا هو موجة ارتفاع أسعار الوقود والسلع الغذائية التي شهدها العالم. لذللك كان تنسيق العمل الدولي بين الولايات المتحدة والدول العربية المشاركة في القمة حاضرا على طاولة النقاش. بدى ذلك واضحا في تصريح الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد فيه على ضرورة وجود جهود موحدة من أجل دعم الاقتصاد العالمي. أكد بن سلمان أيضا على أن العمل المشترك يجب أن يتضمن التنسيق فيما يخص الحفاظ على البيئة والتحول نحو الطاقة المستدامة.

من جانبه، طالب الرئيس الأمريكي السعودية بزيادة انتاج النفط. كما ذكر أن النتائج الملموسة فيما يخص زيادة الواردات النفطية الى الولايات المتحدة لن تظهر الا بعد أسبوعين على الأقل من انتهاء القمة. وقّعت الرياض مع الولايات المتحدة خلال تلك القمة على 18 اتفاقاً في مجالات الطاقة والفضاء والصحة والاستثمار وتقنية الجيل الخامس والسادس لشبكات الهواتف النقالة.

تنسيق أمني

استمرارا موقف الولايات المتحدة الرافض لحصول إيران على سلاح نووي والداعم لحماية منطقة الخليج ككل. فقد أكد الرئيس بايدن خلال القمة على التزام واشنطن بضرورة عدم حصول إيران على سلاح نووي. بالإضافة الى ردع أنشطتها العسكرية في المنطقة لضمان أمن السعودية وباقي دول الجوار الإيراني في الخليج.

كذلك، شهدت اللقاءات الثنائية التي أجرها القادة المشاركين في القمة نقاشات هامة. في حين، ركزت على تنسيق الجهود الأمنية لمواجهة خطر التدخل الإيراني في منطقة الشرق الأوسط. وفيما يخص الأمن الغذائي لشعوب الدول العربية النامية. فقد أكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة سوف تقدم مساعدات بقيمة مليار دولار للأمن الغذائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لعل أهم ما صرّح به بايدن خلال تلك القمة هو حرص الولايات المتحدة على عدم ترك المنطقة، وبقاء الولايات المتحدة منخرطة في حل مشاكل الشرق الأوسط وعدم ترك فراغاً تملؤه الصين أو روسيا أو إيران. أجرى الرئيس بايدن أيضا خلال تواجده في جدة أيضا اجتماعا ثنائيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذكرت الرئاسة المصرية عقب اللقاء أن بايدن أكّد خلال هذا اللقاء على دور مصر المحوري بمنطقة الشرق الأوسط، وتطلع الإدارة الأمريكية لتفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجي القائم بين البلدين وتطويره خلال المرحلة المقبلة.

كانت وما تزال العلاقات الأمريكية العربية هي صمام الأمان للمنطقة ككل، ومن خال لقاء الرئيس بايدن الأخير بقادة الدول العربية، ترسل الولايات المتحدة رسالة واضحة لباقي القوى الدولية مفاداها أن واشنطن ستستمر في عمل كل ما بوسعها من أجل شرق أوسط آمن تنعم فيه شعوب المنطقة بالأمن والرخاء.

كن أول من يعلق على "بايدن والعودة للشرق الأوسط"

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.