قرار جديد اخر لبوتين، أدى الى ارتفاع أسعار النفط العالمية، ويبشر بارتفاع جديد في أسعار السلع بشكل عام.
لم يكتفي بوتين بخلق أزمة غذاء عالمية على مواطني الدول، التي تعتمد بشكل شبه كامل على واردات الغذاء الأوكرانية.
تصعيد روسي
كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية في روسيا. جاء هذا القرار نتيجة المعاناة التي يواجهها الجيش الروسي في المدن الأوكرانية، مما أدى إلى انسحابه من هذه المدن. في الأسابيع القليلة الماضية، تداولت وكالات الأنباء اخبارا عن هزائم متكررة للجيش الروسي في أوكرانيا.
تعكس تلك الهزائم، مدى عدم قدرة الجيش الروسي احكام السيطرة على المدن الأوكرانية، التي استولى عليها في الماضي. يبدو أنه هناك فجوة في العنصر البشري، والعتاد الروسي، أدت الي تلك الهزائم. لسدّ تلك الفجوة، وأملا في استعادة السيطرة على تلك المدن، اتّخذ بوتين هذا القرار التصعيدي.
رفض شعبي
بينما يواجه بوتين نتيجة لقراره الأخير موجة معارضة روسية واسعة. خرجت مظاهرات في انحاء عِدّة في روسيا، مناهضة لقرار بوتين. زادت أيضا اعداد الرحلات الجوية المغادرة للعاصمة الروسية موسكو بعد القرار. المواطنين الروس يرفضون القرار، ويحاولون الهرب، حتى لا يلقون مصير الشباب الروسي الذي لقى حتفه في الحروب الروسية الخارجية. تلك الحروب التوسعية التي تقود روسيا لمزيد من العزلة، والعالم الى المزيد من الأزمات الاقتصادية، وعلى رأسها ارتفاع أسعار النفط العالمية.
ارتفاع أسعار النفط
عالميا، أدى التصعيد الروسي الأخير الى ارتفاع أسعار النفط العالمية بنسبة 2%. تلك الزيادة تبشّر بارتفاع عام جديد في الأسعار. ارتفاع يزيد من معاناة محدودي الدخل في دول عربية مثل مصر والأردن ولبنان والسودان وغيرهم. هؤلاء المواطنين الذين عانوا بالفعل لفترة طويلة، بدأت مع اليوم الأول للغزو الروسي لأوكرانيا. دول أوروبية عِدة تخشى أيضا تداعيات ذاك التصعيد. استمرار الحرب وتصعيد وتيرتها من الجانب الروسي، ينزر الدول الأوروبية بشتاء بارد. هناك نقص بالفعل في واردات الطاقة من روسيا الى أوروبا. بعد الإعلان الروسي الأخير بالتعبئة، قد يزيد هذا النقص، والمدنيين الأوروبيين الرافضين للحرب هم من سيدفعون الثمن.
رغم فشل المشروع الروسي التوسعي الأخير في أوكرانيا، لا يبدو أن الرئيس الروسي على استعداد للتراجع. التصعيد الأخير ينبئ باستمرار الحرب. تلك الحرب التي استمرت لأكثر من نصف عام، وأدت الى عواقب وخيمة على روسيا والعالم. الغزو الروسي لأوكرانيا أدّى الى عزلة روسيا، وأزمات طاقة وغذاء عالمية. أزمات تعصف بآمال البسطاء في حياة مستقرة، وبمشروع انهاء التوتر بين روسيا والغرب.
كن أول من يعلق على "تعبئة في روسيا وارتفاع أسعار النفط"