مازالت أزمة الغذاء تؤثر، بشكل كبير، على الملايين في العالم. تفاقمت تلك الأزمة، بعد غزو روسيا لأوكرانيا. يبدو ان الوضع الحالي هو بداية لكارثة إنسانية ستؤثر على حياة الملايين في العالم، والدول العربية مازالت الأكثر تأثرا.
مجرد بداية
نشرت جريدة الجارديان البريطانية مقالا أخيرا، يتحدث عن تطور أزمة الغذاء العالمية. تلك الأزمة، التي لا تتوقف بل وتزيد يوما بعد يوم. أوضح المقال أن عدد الأشخاص، على وشك المجاعة، زاد من ١٣٥ مليون شخص في عام ٢٠١٩، إلى ٣٤٥ مليونًا. تلك الزيادة، تعتبر مؤشر واضح للأثر الاقتصادي السلبي للحرب.
لا يبدو أن روسيا تولي أي اهتمام بمعاناة الملايين في العالم. الرئيس الروسي ينظر للأمر وكأنه أمر عادي، ولا يعتبر جوع الملايين أولوية، عندما يتخذ الكرملين أي قرارات توسعية. يبدو ذلك جليا من الخطوات التي تتخذها روسيا، لتصعيد العدوان، والاستمرار في جرائمها ضد الإنسانية، داخل وخارج أوكرانيا.
خطوات تصعيدية
لا يبدو أن بوتين يرى أوكرانيا كدولة جارة زات سيادة، لها حقوق في حماية أرضها، وتوفير الأمن لمواطنيها. منذ توليه الحكم في روسيا، يبذل سيد الكرملين أقصى جهده للسيطرة على أراضي دول الجوار الروسي. استونيا، جورجيا وأخيرا أوكرانيا، كلها دول عانت من عدوان بوتين، ومحاولة فرض السيطرة الروسية هناك.
الحرب الروسية الأخيرة على أوكرانيا، حتى الأن، تعتبر الأطول والأكثر دموية، ضمن الحروب التوسعية الأخيرة التي شنتها روسيا. حرب، لا تؤدي فقط الى قتل وتهجير الملايين، بل يمتد أثرها الى قارات أخرى، في صورة أزمة الغذاء العالمية. لا يبدو أيضا أن الحرب سوف تنتهي في وقت قريب. بتدقيق النظر على السياسات الروسية، يلاحظ أن روسيا مصرّة على استمرار، ورفع وتيرة العدوان على أوكرانيا.
مؤخرا، اشترت روسيا من إيران طائرات بدون طيار، لتطوير عملياتها الهجومية في العمق الأوكراني. بالإضافة الى ذلك، لا تتعاون روسيا مع الجهود الدولية، الهادفة الى التفاوض لإنهاء الحرب.
إصرار روسيا على سياساتها العدوانية واضح وصريح. لا يترك الرئيس الروسي فرصة، الا ويعلن عن رغبته في السيطرة على أوكرانيا، واحتلال أرضها بدون مبرر منطقي. ليس هذا فحسب، بل يتهم بوتين الغرب، كذبا، بتصعيد الحرب، ويدعو الى اقناع أوكرانيا بالخضوع والاستسلام لروسيا، بدون مقاومة.
في مناسبات عِدة، اتهم بوتين الغرب بإطالة الحرب، نظرا لمساعدته لأوكرانيا، ومدّها بالسلاح، ناسيا انه هو الذي بدا الحرب. ذاك العدوان الذي لم يجلب للعالم سوى أزمة الغذاء العالمية وجوع الملايين.
كن أول من يعلق على "أزمة الغذاء: عناد روسي وجوعى بالملايين"