روسيا: توسع و تفاقم الأزمات الأقتصادية

أخر حلقة في سلسلة هؤلاء المعتدين. هو رئيس روسيا، فلاديمير بوتين. حيث قام بأكثر من عدوانا في أكثر ثلاث قارات أدت الى استمرار مسلسل التخريب العالمي والأزمات الاقتصادية.

على الرغم من انتهاءها، إلا أن مشعليها ومسببي الدمار والخراب، من قادة بعض دول مازالوا موجودين. ومستمرين في الممارسات العدوانية التي تؤدي الى قتل وتهجير وجوع الملايين حول العالم.

روسيا
ألأزمة الغذائية في العالم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا

العودة للوراء

، بينما تنفس العالم الصعداء بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام . 1945 و بعيداً عن الأزمات، بدأت القوى العظمى في أوروبا في الميل الى إنهاء القتال. والعمل سويا على المضي قدما في طريق سلام. يلبي مطالب الشعوب الأوروبية، ويضمن لها الحياة الآمنة والرفاهية.

أن معظم دول أوروبا اختارت التعاون ونجحت بالفعل في بلورة هذا التعاون، عن طريق انشاء الاتحاد الأوروبي. ألا أن بعض دول شرق أوروبا، التي تشارك الحدود مع روسيا واجهت تهديدات أمنية من جارنها الشرقية روسيا. بعد وصول الرئيس الحالي فلادمير بوتين الى الحكم.  

كان للحروب العالمية و الأزمات في الماضي آثار كارثية تضمنت احداث تلك الحروب انتهاكات لحقوق الانسان، قد وصلت الى حد الإبادة، أَلاَ أن حروب العصر الحديث ليست أقلّ تخريبا وضررا، ليس فقط على الدول المنخرطة في الحرب مباشرة ولكن على العالم ككل.

تأثير الحروب الحالية، يمتد فيما وراء الدول المتقاتلة، نظرا لتطور منظومة الاقتصاد الدولي وتحولها الى ما يشبه قطع الدومينو المتراصة. التي تؤثر على بعضها البعض إذ وقعت أحدهم. تلك الحروب تعتبر وصمة عار جديدة على جبين الإنسانية، وحدث من شأنه العبث بأرواح الأبرياء، وتهديد اقتصاديات الدول والحياة الامنة للشعوب. وضح جليا ً الغزو الروسي الغير مبرر لأوكرانيا الأزمات الاقتصادية منها الغذاء والوقود.

أزمة تقود لأخرى

من أكثر الأزمات وضوحا خلال الغزو روسي لأوكرانيا هو نقص إمدادات الغذاء. الذي تصدرهُ أوكرانيا للعالم من قمح وزيوت ومواد غذائية أخرى. نظرا لتعطيل روسيا لصادرات أوكرانيا من تلك السلع.

خصوصاً ، أن تعطيل صادرات الغذاء من أوكرانيا. قدأدى الى ارتفاع عام في أسعار السلع الغذائية في جميع انحاء العالم، وجاء هذا التأثير أكثر شدّة على الدول العربية النامية.

بالإضافة الى ذلك أدخل بوتين روسيا في عزلة عن العالم وأثرت تلك العزلة على صادرات روسيا من الطاقة،بالتالي أدّت الى ارتفاع أسعار جميع السلع التجارية بشكل عام.

منذ بداية غزو روسيا لأوكرانيا شهدت أسعار الطاقة ارتفاعا ملحوظا مما دفع الكثير من الدول الى اتخاذ إجراءات من شأنها، تقليل استخدام الطاقة مما يؤثر سلبا على الحياة اليومية لمواطنيها.

. تكمن الخطورة في رفض روسيا الاستجابة للضغوط الدولية، التي تطالب الكرملين بالتراجع عن عدوانه على أوكرانيا، فاستمرار تلك الحرب يعني استمرار الأزمات، وبالتالي استمرار معاناة الشعوب التي تواجهها.

حسب التقرير، الذي صدر عن مجموعة “أوراسيا والاستراتيجيات المستدامة” . فأن غزو روسيا لأوكرانيا، يمكن أن يزيد أعدد الذين يعانون من أزمة غذائية بحوالي 101 مليون بحلول نهاية عام 2022. ويمكن أن يرتفع عدد الذين يعانون من فقر شديد إلى ما يقرب من 201 مليون. وقد تكون الأزمة أكثر شدّة في أجزاء من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، التي تحصل على معظم واردتها الغذائية من أوكرانيا وروسيا.

معانات و تنصل عم تحمل المسؤلية

المسؤولية عن تلك الأزمات والمعاناة لملايين الناس في جميع أنحاء العالم تقع بشكل مباشر وحصري على عاتق روسيا، كما صرّح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مؤخرا تعليقا على عواقب العدوان الروسي على أوكرا.

يأتي ذلك في ظل إنكار روسي مستمر للمسؤولية عن كل ما يجري من كوارث حيث تطلق منصات الكرملين الإعلامية حملات مضللة، تحاول اقناع العالم بأن روسيا ليست وراء الأزمات الحالية. 

لذلك يبدو أن العالم لم يتخلص بعد من قادة بعض الدول الكبرى. الذين يسيرون على خطى أسلافهم ويظهرون أبشع أنواع الأطماع . الغزو الروسي على أوكرانيا يظهر أن روسيا حالياً، تحاول إعادة احياء ذكرى الحروب التي راح ضحيتها الملايين.

اليوم، حروب روسيا التوسعية لا تقتصر فقط على كوارث إنسانية من قتل وتهجير للدول المعتدى عليها بل تمتد الاثار الاقتصادية. لتلك الحروب لتؤثر على العالم بأثره، ولاسيما منطقتنا العربية.

كن أول من يعلق على "روسيا: توسع و تفاقم الأزمات الأقتصادية"

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.