ما يزال غزو روسيا لأوكرانيا يعصف باقتصاديات العالم. لم يقتصر التأثير السلبي للحرب على الدول الأوروبية التي ترفض التوسع الروسي فحسب. امتد تأثير غزو روسيا لأوكرانيا الى دولنا العربية.
الآن، الكثير من دول أوروبا تعاني من نقص في الطاقة. قد لا تواجه الدول العربية ذات المشكلة، ولكن، تعطيل سلاسل التوريد، نتيجة الحرب، مازال يهدد الأمن الغذائي العربي.
بالإضافة الى ذلك، أدى غزو روسيا لأوكرانيا الى هدر المليارات. تلك الأموال، كان يمكن استغلالها بشكل أفضل لتقديم مساعدات إنسانية الى هؤلاء الزين يحتاجون مساعدة.
غزو روسيا لأوكرانيا: تعطل النمو الاقتصادي
الازمات الاقتصادية العالمية مستمرة، وروسيا كذلك، مستمرة في عدوانها، الغير مبرر، على أوكرانيا. اليوم، أصبحت أوروبا والشرق الأوسط في نفس قارب الأزمات.
بينما تعاني أوروبا من أزمة نقص الطاقة، يعاني الشرق الأوسط والدول العربية النامية من جوع لا يرحم. هذا الجوع ناتج عن نقص إمدادات المواد الغذائية المصدّرة من أوكرانية منذ اندلاع الحرب. مليارات الدولارات يتم هدرها يوميا على حرب كانت موسكو في غنى عنها. جاء ذلك واضحا في تصريح لماثياس كورمان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي، والتنمية التي مقرها باريس.
حيث أعلن كورمان مؤخرا، أن غزو روسيا لأوكرانيا سيكلف الاقتصاد العالمي ٢.٨ تريليون دولار، بحلول العام المقبل. قبل الحرب، كانت المنظمة تتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة ٤.٥% في ،٢٠٢٢ و٣.٢% العام المقبل.
الآن، قامت المنظمة ذاتها بتعديل تلك البيانات، حيث تتوقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة ٣% هذا العام، و٢.٢% العام المقبل. كان من الممكن استغلال تلك الأموال، لتحسين مستوى معيشة المواطنين، في جميع انحاء العالم، بما في ذلك روسيا نفسها.
مؤشرات ومخاوف
الوضع الاقتصاد العالمي الحالي لا يدعو للتفاؤل، ولا يبدو متجه نحو التعافي. بدى ذلك جليا في التقرير الأخير للبنك الدولي الصادر هذا العام.
ذكر التقرير أن “غزو روسيا لأوكرانيا تسبب في كارثة إنسانية، تهدد الاستقرار الجيوسياسي وتعافي الاقتصاد العالمي.” الحل العاجل الذي يمكن أن يؤدي الى تغيير هذا الوضع وارتفاع نمو الاقتصاد العالمي هو توقف الحرب.
بالنظر الى التطورات الأخيرة على الأرض، لا يبدو هذا السيناريو مرجّح. تصرفات بوتين الأخيرة، توحي بإصراره على المضي قدما، في غزو روسيا لأوكرانيا.
منذ أيام قليلة، قام الرئيس الروسي بتعيين قائدا جديدا، لعمليات روسيا في أوكرانيا. اختار بوتين اللواء، سيرغي سوروفيكين، القائد السابق للتدخل الروسي في سوريا لهذا المنصب. هذا الاختيار، يعتبر مؤشرا واضحا على اتباع روسيا نهج التصعيد. بالإضافة الى ذلك، تشير بيانات بنك النقد الدولي الى هبوط في توقعات النمو العالمي، ٢٠٢٢و٢٠٢٣.
مازال العالم يحاول التغلب على المصاعب الاقتصادية، التي ترتبت على غزو روسيا لأوكرانيا. الأزمة تتصاعد، وشعوب العالم تلمس ذلك، سواء في ارتفاع أسعار السلع بصفة عامة، أو أزمة الغذاء. المؤشرات السياسية، والبيانات الصادرة عن المؤسسات المالية الدولية، لا تشير الى قرب تعافي الاقتصاد العالمي، على الأقل في المستقبل القريب.
كن أول من يعلق على "غزو روسيا لأوكرانيا وتفاقم الأزمات الاقتصادية"