التعبئة الجزئية ترهب الروس وتجبرهم على الهرب الى الدول المجاورة، تفادياً التجنيد والقتال في أوكرانيا.
بعدما قرر الكرملين تجنيد الرجال الروس بسبب الانتكاسات العسكرية المتكررة، شهدت روسيا موجة هروب كبيرة تجنباً القتال في أوكرانيا.
حيث نزحَ أكثر من 180 ألف شخص إلى ثلاثة دول مجاورة فقط مع احتمال أن تكون الحصيلة الكاملة أعلى بكثير.
بحسب مصادر إعلامية إن الأشخاص لأثرى والمتعلمون أكثر من يمثل أولئك الذين يحاولون مغادرة روسيا. وبحسب وزارة الداخلية في كازاخستان، فإن ما يقرب من 100 ألف روسي دخلوا البلاد منذ إعلان بوتين، قرار “التعبئة الجزئية”.
التعبئة الجزئية: معاناة النازحين في الخارج
على الرغم من كون تركيا الوجهة السياحة لكثير من الروس، ألا انها أصبحت مركز للمنفيين من الروس. حيث وصلوا على متن رحلات تجارية مزدحمة وحتى على طائرات مستأجرة.
سافر عامل بناء روسي يبلغ من العمر 42 عاما إلى إسطنبول بعد رحلة شاقة ومكلفة.
وتحدث عامل البناء، شرط عدم الكشف عن هويته خوفا على أفراد أسرته الذين ما زالوا في روسيا. كانت شكواه أكبر من مخاوفه من “التعبئة الجزئية” في أوكرانيا. وقال “أنا لا أؤيد حكومتي، لكن لا يمكنني فعل أي شيء لتغيير الوضع”.
وأضاف: “إذا كانت لديك وجهة نظر أخرى، وإذا كنت تحتج أو تكتب عن ذلك، فإنك تذهب إلى السجن”. التخويف والترويع أحد أساليب الكرملين لتكميم الأفواه.
قال شخص آخر يبلغ من العمر 32 عاما، إنه ترك وراءه زوجته وابنه البالغ من العمر عاما واحدا.
وأضاف الرجل، وهو من أصل أوكراني، أنه ولد وعاش حياته كلها في روسيا، موضحا: “بالطبع كان قرارا صعبا للغاية.
وقال إن الحكومة تجند الرجال “بشكل جماعي” بعد “استدعاء الجيران والأصدقاء”، مضيفا: “لم يكن لدي اي خيار. لا يمكنني الذهاب للحرب وقتل الناس في أوكرانيا”. وقرر هو وزوجته المغادرة في اليوم الذي أعلن فيه بوتين التعبئة.
وتابع: “تركت وظيفتي وأخذت المال من البنك وأخذت زوجتي وطفلي إلى والديّ” قبل المغادرة. وقال: “حياتي كلها تنهار”.
كن أول من يعلق على "التعبة الجزئية: هروب أكثر من 180 ألف مواطن روسي"