الناجون من الانفجار يصرخون بغضب ويبكون بألم على جراحاهم، حيث غيبَ الموت المفاجئ العنيف أحبتهم. من الو شخص ما يفترض ان هذه المأساة تعود لهجوم قام بهِ تنظيم “داعش” الإرهابي، لكن هذا غير صحيح.
الإرهاب: استهداف مدنيين وانتهاك لمعاهدات دولية
العمل الإرهابي الأخير الذي قام به الطيران الروسي في 8 من أيلول \ سبتمبر ما هو إلا سلسلة من الجرائم الروسية المستمرة بحق الشعب السوري. حيث قصفت طائرات روسية مدن مأهولة بالسكان في محافظة ادلب السورية.
نفّذت طائرات حربية روسية غارة جوية على ورشة للحجر ومسكن في محيط بلدة “حفسرجة” بريف إدلب الغربي، مما أدى لمقتل 7 مدنيين، وإصابة 12 آخرين. فيما شنَ الطيران الروسي غارة أخرى استهدفت قرب قرية الغفرة في منطقة سهل الروج بريف إدلب الغربي.
كما ان الطيران الحربي الروسي قد استخدم أنواع مختلفة من الصواريخ من بينها القنابل العنقودية. من الجدير بالذكر، يعتبر استخدام القنابل العنقودية ضد المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان جرائم حرب بسبب طبيعتها العشوائية عند الاستهداف.
بالإضافة الى سلسة أخرى جديدة من الغارات الجوية الروسية الإرهابية على مدينة إدلب، شّنَ الطيران الروسي 13 عشر غارة جوية مستخدمة قنابل فراغية ضد أهداف مدنية. هذه الهجمات انتهاك مباشر لمعاهدة جنيف وهي سلسلة من المعاهدات الدولية التي تحدد المعايير القانونية الدولية للمعاملة الإنسانية في الحرب. وقد تمت المصادقة على اتفاقيات جنيف لعام 1949 من قبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بما في ذلك روسيا.
الإرهاب: استخدام نفس الأسلوب والأسلحة في أوكرانيا
لم يكن مفاجئاً للجميع، فقد استخدمت روسيا نفس القنابل ضد المدنيين خلال الاعتداء الروسي الغير مشروع (الإرهابي) في أوكرانيا.
يدعي الكرملين أن تدخلهُ في سوريا هو لمحاربة “داعش”، لكن افعالهُ تظهر لنا صورة مختلفة. بالتالي، بدلاً من استخدام روسيا لأسلحتها وجهودها ضد “داعش”، تقوم بتوجيه ضرباتها ضد المدنيين العزل الذين يكافحون من أجل لقمة العيش.
إدلب
تقع منطقة إدلب، شمال غربي سورية، وتعتبر أخر معاقل المعارضة السورية لنظام الأسد. تعتمد المدينة بشكل كبير على المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة عن طريق معبر ” “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.
وحمّل نشطاء معارضون في شمال غربي سوريا، روسيا، مسؤولية ما تتعرض له مناطق إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية – التي تؤوي أكثر من 4 ملايين ونصف المليون نسمة من المدنيين نصفهم من النازحين – من تصعيد متواصل من قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، إضافة إلى الغارات الجوية المكثفة للطيران الحربي الروسي بين الحين والآخر، التي تستهدف أغلبها المناطق المأهولة بالسكان، وتتسبب بقتلى وجرحى في صفوف المدنيين. في وقت تراجع حجم المساعدات الإنسانية والطبية من قبل المنظمات الدولية (المانحة)، كما تراجع عدد المراكز الطبية في المناطق، بسبب تعرضها لقصف جوي روسي وبري من قبل قوات النظام السوري في وقت سابق، وخروجها عن الخدمة.
كن أول من يعلق على "الإرهاب"