بوتين يعلن “التعبئة جزئية” وتهديد نووي

أعلن بوتين “التعبئة جزئية” لجنود الاحتياط في روسيا، بعد سلسلة من الانتكاسات المهينة لقواته بعد نحو سبعة أشهر من الغزو.

وتعد تعبئة بوتين الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، عُّدة هذه الخطوة من قبل بعض المحللين السياسيين على إنها علامة ضعف. وفي نفس السياق، أشار بوتين أن روسيا تمتلك أسلحة دامر شامل كثيرة ومتعددة.

تعبئة جزئية“ وهروب جماعي“

نحو 300 ألف من جنود الاحتياط استُدعوا في إطار “التعبئة الجزئية”، هذه الخطوة دفعت الروس إلى التدافع لشراء تذاكر طائرة خارج البلاد. بحسب بيانات شركة أفياسيل، نفذت تذاكر الرحلات الجوية المباشرة من موسكو إلى إسطنبول في تركيا ويريفان في أرمينيا.

كما إن تكلفة أرخص الرحلات الجوية من موسكو إلى دبي إلى أكثر من (5 آلاف دولار) وهو 5 أضعاف متوسط الأجور الشهرية تقريباً.

ما يدركه سيد الكرملين إن هذه الخطوة قد تكلفه الكثير داخلياً، حيث إن استمرار الحرب ستضر بمكانته داخلياً. كما إن صورة الجيش الروسي الهزيل بدأت تظهر للعيان خارجياً، حيث اثبتت الانتكاسات الأخيرة أن القوات الروسية تفتقد للتنظيم.

الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا هذا الشهر أدى إلى انتزاع المبادرة العسكرية، فضلاً عن الاستيلاء على مناطق واسعة. وشهدت سرعة الهجوم المضاد تخلي القوات الروسية عن المركبات المدرعة والأسلحة الأخرى أثناء الانسحاب المرتبك لتلك القوات.

في الواقع، تعتبر الانتكاسة الأخيرة في خار كيف والإعلان عن “التعبئة الجزئية” اعتراف ضمني بعجز الجيش الروسي بتنفيذ مهامه. 

ضبابية الغزو الروسي وخسائر كبيرة

بلغت خسائر روسيا في حربها مع أوكرانيا 5937 جنديًا، بحسب وزارة الدفاع الروسية. على الرغم من الأرقام التي تم نشرها غير دقيقة ميدانياً، إلا ان إقرار واضح بالانتكاسات التي تعرضت لها القوات الروسية. 

وفي السياق ذاته، لفتت وسائل إعلامية مَقتل 55110 جنديًا روسيًا منذ 24 فبراير، حيث تشمل الحصيلة كل صنوف الجيش الروسي والمليشيات والمرتزقة التي تعمل تحت إمرته.

استفتاء مزيف وسرقة أراضي

بعد سلسلة الهزائم التي مني بها بوتين وعدم تحقيق أهدافه، تقوم السلطات المدعومة من موسكو بإجراء استفتاء غير شرعي. اعتبرت هذه الخطوة من قبل محللين ليست أكثر من ضجيج إعلامي يهدف الى إشغال الرأي العام في روسيا.

يخطط الكرملين لإجراء استفتاءات صورية في دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابورجيا ودمجها بروسيا.  

كما قال بوتين إن التصويت ضروري، بينما تخسر موسكو الأراضي التي سيطرت عليها في الأيام الأولى من الغزو.

بالإضافة، صرح ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن الاستفتاءات التي تدمج المناطق الى روسيا ستجعل إعادة ترسيم الحدود “لا رجوع فيها”. كما تُّمكن موسكو من استخدام “أي وسيلة” للدفاع عنها.