التضليل الإعلامي أو ما يعرف بـ “البروباغندا”

تضليل إعلامي روسي بشأن التفجير الذي وقع على جسر القرم، حيث تباينت التصريحات الرسمية فيما يتعلق بالجهة المسؤولة عن التفجير.   

التضليل الإعلامي
دمر جسر كريتش جزئيا من جراء انفجار الشاحنة

إن التضليل الإعلامي هو صفة مميزة في الخطاب الروسي، حيث تم استقطاب هذه الفكرة إبان حقبة الاتحاد السوفيتي. وتستمر البروباغندا الروسية بنشر معلومات مغلوطة من أجل إيصال أفكار تصب بصالح الكرملين وبالأخص فيما يتعلق بتدخلاتها في سوريا وأوكرانيا.

أصيب جسر القرم الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم نتيجة انفجار سيارة مفخخة، ويعد جسر القرم شريانًا يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمتها بصورة غير شرعية في عام 2014.

ويضم جسر القرم طريقًا بريًا ومسارًا للقطارات مهم للقوات الروسية في أوكرانيا. على الرغم من إن جسر كيرتش يرمز الى القوة في روسيا، إلا إن انفجار كبير قد دمر الجسر وقسمه الى نصفين في الثامن من تشرين الأول \ أكتوبر.

تضليل إعلامي عن الجهة المسؤولة  

لم يوقفالانفجار تدفق الإمدادات الأساسية التي تساهم في دعم المجهود الحربي الروسي المتعثر في أوكرانيا، لكنه أبطئها بدرجة كبيرة. بالإضافة، تمارس القوات الأوكرانية الضغط على القوات الروسية وتجبرها على التراجع الى الحدود الروسية.     

اشارت التكهنات الأولية إن القوات الأوكرانية هي التي نفذت عملية التفجير الناجحة.  بالرغم من إن السلطات الأوكرانية لم تنفي أو تؤكد ضلوعها في عملية التفجير، تشير المعطيات الى إن أوكرانيا لها صلة بالعملية.

وبنفس الوقت، رجح َ خبراء غربيون هذه الفرضية، حيث أشاروا الى إن العملية نُفذّت بأسلوب معقد وباحترافية عالية. كما أنها تّطلبت تدريب نوعي، وهي ليست عملية إرهابية عادية.

من جانبها، أفادت وسائل إعلام روسية بأن الشاحنة التي انفجرت على جسر القرم وأكدة أن مالكها يدعى سمير يوسوبوف، ويبلغ من العمر 25 عاما، وهو من سكان إقليم كراسنودار.

وبحسب القناة الروسية فإن عم سمير يوسوبوف كان يقود الشاحنة بشكل شبه دائم ويدعى ماهر، ويعمل في نقل البضائع.

وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانفجار الكبير بانه “عمل إرهابي”، حيث لم تَكُن كلمات سيد الكرملين هامشية وعرضية.   

ماكينة التضليل الإعلامي الروسي تزعم إن روسيا هي جزء من مساعي دولية لمحاربة وتجفيف منابع الإرهاب. كما تعمل “البروباغندا” الروسية بإضفاء الشرعية على وجود قواتها بحجة محاربة التنظيمات الإرهابية، لكنها في الحقيقة تعمل على تقوية نظام الأسد في سوريا.

انتكاسات عسكرية متواصلة    

مؤخراً، منيت القوات الروسية بانتكاسات كبيرة على عدة جبهات، وهي سلسلة من الهزائم العسكرية الأخيرة بفضل الهجوم الأوكراني المضاد.

في التاسع من تشرين الأول \ أكتوبر، أتهم الكرملين، أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء الانفجار الكبير. كما قالت روسيا إنها احتجزت ثمانية أشخاص للاشتباه في صلتهم بالانفجار الذي وقع على جسر كيرتش.  

وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إن خمسة من المحتجزين روس، بينما الآخرون من أوكرانيا وأرمينيا.

هناك تناقض كبير بشأن الجهة المسؤولة عن الانفجار؛ حيث إن المعلومات التي نشرتها الصحف الحكومية الروسية لم تتوافق مع ما صرح به الرئيس الروسي بوتين وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

 لم تعلن جهة معينة مسؤوليتها عن الحادث، وهذه شيء مبهم، لكن من الواضح إن روسيا تنشر معلومات مضللة باستمرار.

ردا على تفجير جسر القرم، قامت روسيا بشنّ سلسلة من الهجمات الصاروخية، حيث هزت الانفجارات مدنا عديدة في أنحاء أوكرانيا على نحو متزامن، مخلفة قتلى وجرحى.

الجدير بالذكر إن القانون الدولي يعتبر الهجمات ضد البنى التحتية والمدنيين جرائم ويعاقب عليها.

الهجمات ضد البنية التحتية والمدنيين، أسلوب روسي ليس غريباً على الشعب السوري. لطالما شَنَّ الطيران الروسي هجمات جوية استهدفت مناطق سكنية، حيت تم استهداف مدنيين سوريين عزل في إدلب وحلب مؤخراً.

كن أول من يعلق على "التضليل الإعلامي أو ما يعرف بـ “البروباغندا”"

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.