سيد الكرملين يعلن عن تعبئة جزئية للروس للمساعدة في الحرب المتعثرة في أوكرانيا، بعد نحو سبعة أشهر من الغزو والروسي. كان بوتين هذه المرة أكثر تشاؤماً من المرة السابقة حينما أعلن بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
سيد الكرملين: تهديد وتصعيد
كما حذر أن روسيا سترد فورا على أولئك الذين يقفون في طريقها، بحسب قوله “لم تروها من قبل في تاريخكم بأكمله”. وقال بوتين “وحدة أراضي وطننا واستقلالنا وحريتنا سيتم ضمانها، وسأؤكد ذلك مرة أخرى، بكل الوسائل المتاحة لنا”.
وأضاف: “أولئك الذين يحاولون ابتزازنا بالأسلحة النووية يجب أن يعلموا أن الرياح يمكن أن تنقلب في اتجاههم”. وقد زاد سيد الكرملين من حدة المخاطر بأجراء استفتاءات منظمة في الأراضي المحتلة التي تهدف إلى استيعاب أجزاء من أوكرانيا.
تصريحات بوتين الغير مسؤولة حول استخدام الأسلحة النووية سابقة خطيرة للسلم العالمي، حيث لم تصدر تصريحات بخصوص هذا الموضوع.
كما إن تنظيم الاستفتاء في غضون أيام في المناطق التي تستمر فيها الأعمال العدائية هي في ظاهرها فكرة سخيفة. كما أن بعض المسؤولين في هذه المناطق كانوا قد اقترحوا تأجيل التصويت على الانضمام لروسيا حتى تتحسن الأوضاع الأمنية، ومن العبث أيضا فكرة أن الانضمام إلى روسيا جاءت تلقائيا من المناطق نفسها.
وبحسب المراقبين، أن دعوة الاستفتاء جاءت لتبرير التعبئة، خاصة بعد الانكسارات التي تعرضت لها القوات الروسية في خار كيف.
وفي نفس السياق، يحاول سيد الكرملين أقناع القيادة الأوكرانية بضرورة التفاوض من أجل أيجاد تسوية لإنهاء الحرب. وبخلاف ذلك، ستتخذ روسيا خطوات تصعيدية جذرية، ستجبر أيضا على استبعاد أي سلام محتمل لفترة طويلة مقبلة.
دعم شعبي ورفع المعنويات
مستخدماً الدعاية والتضليل، يدعي الكرملين على انه يتمتع بدعم شعبي واسع عندما ضُمت شبه جزيرة القرم بصورة غير شرعية الى روسيا. لذاك يحاول سيد الكرملين استعادة زمام المبادرة ورفع معنويات الجمهور الروسي.
وبنفس الوقت، يحاول بوتين تحويل الغزو الروسي لدولة مجاورة إلى حرب دفاعية، وهو تمييز من شأنه أن يجعل الصراع أكثر شرعية في نظر الروس الداعمين للغزو، ويترك الكرملين حرا في اتخاذ أي قرارات وإجراءات يراها ضرورية.
تحديات كبيرة
أشارت تقارير إعلامية مؤخراً، أن الجيش الروسي بصدد شراء ذخيرة من كوريا الشمالية، فقد عانت قواتها من خسائر في العتاد. بالإضافة، أن الوحدات المنسحبة تركت دبابات النخبة في أحدث انتكاسة لها في منطقة خاركيف.
وبنفس السياق، تحدث كل من سيد الكرملين وشويغو على وجه التحديد عن استدعاء الاحتياطي لكن المرسوم نفسه لا ينطبق فقط على هذه المجموعة فهو يسمح “باستدعاء من مواطني الاتحاد الروسي للخدمة العسكرية عن طريق التعبئة في القوات المسلحة للاتحاد الروسي”.
كما أن التعبئة تمثل مخاطرة كبيرة، ويستغرق الأمر وقتا من حيث التدريب والتجهيز والتنظيم. علاوة على ذلك، تفتقر روسيا الى البنية التحتية التي تمكنها من تنظيم هذا العدد الهائل من الأفراد.
علاوة على ذلك، إن اعتماد روسيا على الوحدات الشيشانية والكتائب المتطوعين والميليشيات من لوغانسك ودونيتسك وحتى المدانين الذين جندتهم مجموعة “فاغنر” يكذب الادعاء بأن هناك إمدادا جاهزا من قدامى المحاربين للتوجه إلى خط القتال.
كن أول من يعلق على "سيد الكرملين يعلن “التعبئة الجزئية”…قراءة ما بين السطور"