مقتل ما لا يقل عن 20 مدنياً من بينهم ثلاثة أطفال نتيجة الضربات الصاروخية الروسية على فينيتسا في أوكرانيا صباح يوم 14 تموز/يوليو، كما أشارت الشرطة الوطنية الأوكرانية التابعة لخدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية.
وبحسب المعطيات ألأولية فأن ثلاث صواريخ روسية أصابت مبنى يحتوي على مكاتب وسط مباني سكنية في المدينة. بالإضافة الى اندلاع حريق في الأبنية المجاورة وقد امتدت ألسنة النيران إلى مرآب السيارات المجاور. كما أدى الى اشتعال النيران في العديد من السيارات، حيث وصل العدد الى 25 سيارة احترقت بالكامل بعد فترة قصيرة من الهجوم.
التظليل الإعلامي الروسي وسياسة الأرض المحروقة
تمت ملاحظة بعض العوامل التي تعزوا سلوك الجيش الروسي من خلال التدخلات العسكرية ليس فقط في أوكرانيا حصرا، وانما من خلال تدخلها في سوريا.
أولاً، آلية العمل والدعاية أو” البروباغندا”: “في سوريا، كان هناك كلام عن حرب ضد إرهابيين من أجل إعادة السلام إلى البلاد. بالإضافة، اتُهمت المعارضة آنذاك من قبل وسائل إعلام الكرملين بالاعتداء على المدنيين. الأمر نفسه نراه في أوكرانيا. و بالتالي، لا تختلف هذه الجريمة عن سابقاتها منذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 من شباط/فبراير 2022.
ثانياً، سياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها الجيش الروسي من خلال تدخلاته العسكرية الخارجية. هو أسلوب يعمل على استهداف كل البنى التحتية بفض النضر عما أذا كان الهدف مدنياً أم عسكرياً. مدينة فينيتسا الأوكرانية وحلب السورية، هما أحد الأمثلة الحقيقية التي تدعم النهج الذي يتبعه الجيش الروسي. حيث حولت الصواريخ الروسية المدن الى أنقاض، غير صالحة للعيش. فلم تسلم المستشفيات والمدارس والبيوت من القصف العشوائي.
قوانين ومبادئ القانون الدولي
تسعى قواعد القانون الدولي الإنساني بشكل أساسي إلى حماية المدنيين من الهجمات وآثار الأعمال العدائية عن طريق مبادئ القانون الدولي. منها مبدأ التمييز الذي ينص على أطراف النزاع المسلح أن “يميزوا في جميع الأوقات بين السكان المدنيين والمقاتلين وبين المباني المدنية والأهداف العسكرية. لهذا السبب، فإنهم يوجهون عملياتهم فقط ضد الأهداف العسكرية”.
الجدير بالذكر، يحظر القانون الدولي الإنساني الهجمات الموجهة ضد المدنيين، وكذلك الهجمات العشوائية. حسب قواعد القانون الدولي ومبادئه فقد انتهكت روسيا بشكل صارخ القواعد بغزوها لأوكرانيا وباستهداف المرافق المدنية.
أسلحة قديمة وغير دقيقة
ثالثاُ، عدم احترافية الجيش الروسي واستخدامه الى أسلحة تعود الى حقبة الاتحاد السوفيتي التي تفتقر الى دقة التهديف. :كما أظهرت بعض وسائل الأعلام العديد من الصور لصواريخ غير منفلقة في الأماكن العامة وفوق أسطح البنايات، مما جعلها تشكل خطر حقيقي على حياة المدنيين.
مرتزقة الكرملين
بالإضافة، أن افتقار الجيش الروسي الى التنظيم واعتماده على مليشيات منظمة مثل مرتزقة شركة فاغنر سيئة الصيت المرتبطة بالكرملين. المجموعة معروفة عالمياً بانتهاكاتها لحقوق الأنسان واستخدامها للعنف ضد المدنيين في مناطق تواجدها في أوكرانيا و سوريا وليبيا وبعض الدول الأفريقية.
القوات الانفصالية الأوكرانية، وهي مليشيات مسلحة تشكلت بعد 2014 من قبل موسكو. تمارس العنف والترهيب ضد المواطنين، ومليشيات عسكرية سورية مرتبطة بنظام الأسد، متهمة بقتل الآلاف من السوريين، ولجوء الجيش الروسي أيضا في الآونة الأخيرة على تجنيد السجناء لتعويض خسائره خلال المعارك. بسبب اعتماد موسكو على هذه المليشيات، قد أدى الى تعرض المساكن والمدنيين الى قصف عشوائي، حيث أظهرت بعض وسائل الأعلام العديد من الصور التي توثق الدمار والخراب الناتج عن القصف للمنشئات المدنية ووقوع الكثير من الضحايا.
اترك تعليقا