الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، غياب سياسي وإنساني، حيث تعجز روسيا بالقيام القيام بدور إيجابي لتحقيق السلام والاستقرار دول منطقتنا العربية، وخصوصاً الأزمة اليمنية.
تدّعي روسيا أنها دولة ذات هيمنة إقليمية. على الرغم من ذلك، ما تزال عاجزة عن القيام بدور إيجابي لتحقيق السلام والاستقرار دول منطقتنا العربية. الأزمة اليمنية، وتطور الحرب هناك، أوضح دليل على غياب الدور الروسي سياسيا أو إنسانيا.
الدور الروسي يدعم إيران
منذ بداية الحرب في اليمن، لم تتخذ روسيا أي خطوات فعّالة لإنهاء الحرب. مليشيات الحوثي، المدعومة إيرانيا، تحركت للسيطرة على الحكم. لم تكتفي مليشيا الحوثي بالسيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن، بل تحاول السيطرة على جميع الأراضي اليمنية.
حاول التحالف العربي، بقيادة السعودية إعادة الشرعية، ووقف مطامع الحوثيين ومن ورائهم إيران، في تنفيذ خططهم. عناد الحوثين أدّى الى نشوب الحرب الحالية في اليمن، والتي تشتد وتيرتها يوم بعد الاخر. امتد التهديد الى أبعد من ذلك، وأصبح يصل الى عمق الأراضي السعودية ودول الخليج.
طهران تدعم الحوثي، بسبب التقارب الأيديولوجي ما بين إيران و جماعة عبد الملك الحوثي، استطاع الحوثيين الوصول لهذه الدرجة من الجرأة.
على الرغم من التحالف الروسي الإيراني، الا أن موسكو لم تتخذ أي خطوات لوقف دعم إيران للحوثيين. غياب الدور الروسي المزعوم، كقوة إقليمية، كان من شأنه تأجيج الحرب في اليمن. تلك الحرب التي عانى منها اليمن لسنوات، وأدت الى قتل وتشريد وجوع الملايين من اليمنين.
وضع انساني كارثي
في ظل شراسة المعارك بين الحوثيين والتحالف العربي في اليمن، انتشر الجوع وانعدام الأمن الغذائي هناك. تقديرات الأمم المتحدة حذرت مرارا وتكرارا من كارثة إنسانية يواجهها الشعب اليمني.
علاوة على ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا، وما تسبب فيه من أزمة غذاء، زاد من تلك المعاناة التي يواجهها الشعب اليمني. في يونيو/حزيران الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 19 مليون شخص يعانون من الجوع في اليمن. بالإضافة الى ذلك فإن أكثر من 160,000 شخص على حافة المجاعة. في نفس الشهر، أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن الجوع وصل الآن إلى أعلى مستوى له في اليمن منذ عام 2015. ليس هذا فحسب، بل أدت الحرب الى تدهور المنظومة الصحية.
أزمتي الغذاء و الصحة، اديا الى وضع انساني كارثي منقطع النظير يواجهها الشعب اليمني، وبصفة خاصة الأطفال. كل هذا وسيد الكرملين لا يهمه سوى التوسع الروسي، ونصرة إيران فقط لمعاداة الغرب. لا يكترث بوتين لموت الأطفال اليمنين جوعا، ولا تتخذ روسيا أي إجراءات، أو حتى تدعو لتسوية سياسية بين طرفي النزاع.
كن أول من يعلق على "جوع اليمن وغياب للدور الروسي"