كشف مسؤولون أميركيون مقتل زعيم تنظيم القاعدة بأفغانستان أيمن الظواهري بغارة أميركية.
وأكد مسؤول أميركي لوسائل الأعلام، أنه من المعتقد أن الظواهري لقي حتفه في ضربة جوية شنتها المخابرات الأميركية في أفغانستان في مطلع الأسبوع.
نقلت وسائل أعلام، تم استهداف الظواهري بينما كان على شرفة المنزل الذي يقطنه في كابل.
فيما أوضحت صحيفة “واشنطن بوست” أن الظواهري كان في منزل بالحي الدبلوماسي في العاصمة.
ضربة صاروخية
وأوضح محللون أن صور الغارة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي توحي بضربة صاروخية من طراز RX9، وهو صاروخ هيلفاير مزود بشفرات طويلة يهدف إلى قتل أهداف بطاقة حركية لتقليل الأضرار الجانبية الكبيرة.
حسب المصادر، إن الضربات لم تنفذ من قبل وزارة الدفاع أو القيادة المركزية الأميركية، القيادة المقاتلة المسؤولة عن أفغانستان، تاركين الباب مفتوحا أمام احتمال تنفيذ الضربة من قبل وكالة المخابرات المركزية.
عملية ناجحة
كان مسؤول رفيع أعلن في وقت سابق اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة نفذت عملية “ناجحة” ضد “هدف هام لتنظيم القاعدة” في أفغانستان.
كما قال إنه “خلال نهاية الأسبوع، نفذت الولايات المتحدة وفي إطار مكافحة الإرهاب عملية ضد هدف هام لتنظيم القاعدة في أفغانستان”.
من هو أيمن الظواهري؟
اسمه الكامل أيمن محمد ربيع مصطفى عبد الكريم الظواهري. وهو من عائلة كبيرة توطنت قرية كفر الشيخ الظواهري في مدينة ههيا بمحافظة الشرقية شمال مصر.
والده هو الدكتور محمد ربيع الظواهري، أستاذ علم الفارماكولوجي “علم الأدوية” بكلية الطب جامعة عين شمس. وتوفي عام 1995، وشقيقه هو محمد محمد ربيع الظواهري، الملقب بأبو أيمن المصري، وهو أحد قادة تنظيمي الجهاد والقاعدة. أما شقيقه الأصغر فهو حسين الظواهري، مهندس تخطيط.بينما شقيقته هي هبة الظواهري، أستاذة الأورام بالمعهد القومي للأورام، جامعة القاهرة.
أما أحد أجداد أيمن الظواهري فهو الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، الشيخ التاسع والعشرون للأزهر الشريف. كما تولى مشيخة الأزهر عام 1929، وكان وراء تأسيس جامعة الأزهر، ومطبعة الأزهر، ومجلة الأزهر.
فيما جده لوالدته هو عبد الوهاب عزّام، أحد أشهر أدباء مصر. بالإضافة الى كونه أستاذ الآداب الشرقية، وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
وابن عم جده لوالدته هو عبد الرحمن عزّام، أول أمين عام للجامعة العربية. وخال والدته هو محفوظ عزّام المحامي رئيس حزب “العمل” المصري، وعم والدته هو سالم عزّام أمين المجلس الإسلامي الأوروبي.
انضم للتنظيمات في الستينات
وفق المعلومات التي حصلت عليها وسائل الأعلم عن الظواهري من رفقاء له في السجون المصرية فإن الظواهري كان ضمن المتهمين في قضية الفنية العسكرية في العام 1974. في حين، انضم لتنظيم الجهاد في نهاية الستينيات وقبل التحاقه بكلية الطب التي تخرج فيها العام 1975.
كما كان أيمن مع مجموعة من الشباب في ذلك الوقت يعتنقون الأفكار الجهادية عقب نكسة يونيو من العام 1967. كما بينهم عصام القمري الطالب بالكلية الحربية والضابط فيما بعد، وأحد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. بالإضافة، كان من بين هذه المجموعة أيضا حسن الهلاوي.
وعقب تخرج الظواهري في كلية الطب، التقت تلك المجموعة بأحد قيادات تنظيم الجهاد الذي أقنعهم بالسفر لأفغانستان. بالتالي المشاركة مع المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الاتحاد السوفيتي. كان الشاب الصغير يرغب في السفر واستغلال مهنته كطبيب لعلاج الجرحى والمصابين. وقد سافر بالفعل، ومكث هناك في أفغانستان لمدة عام. كما تعرف لأول مرة على أسامة بن لادن. مما أدا الى انضمامه لمعسكر الأنصار، ثم تولى خلال تواجده في المعسكر علاج المصابين والجرحى.
العودة إلى مصر
إلى ذلك، عاد الظواهري إلى مصر بعد عام واحد، وطلب منه عصام القمري، وكان أحد المشاركين في قضية اغتيال السادات، إخفاء مجموعة من الأسلحة والذخائر لديه، وأخفاها أيمن بالفعل عند صديق له هو نبيل برعي، وتم القبض عليهم جميعا، وتمت تبرئة الظواهري من تهمة المشاركة في اغتيال السادات، لكنه أدين بتهمة حيازة أسلحة غير مشروعة، وعوقب بالحبس 3 سنوات حتى تم الإفراج عنه في العام 1985.
وسافر لاحقاً لباكستان وأفغانستان في ذلك العام وهو 1985 بعد أن تواصل مع أسامة بن لادن، ولم يعد لمصر منذ ذلك الحين، حيث سافرت له زوجته الأولى التي توفيت هناك، ثم سافر للسودان وأسس تنظيم القاعدة مع بن لادن، وانضمت إليه مجموعة من عناصر تنظيم الجهاد المصري.
وتولى الظواهري قيادة جماعة الجهاد بعد عودتها للظهور في العام 1993، وكان التنظيم وراء سلسلة من الهجمات داخل مصر، بما فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي، وصدر على الظواهري حكم بالإعدام غيابيا من قبل محكمة عسكرية مصرية لدوره في الكثير من الهجمات في البلاد.
أعمال إرهابية
ونفذت جماعة الجهاد الإسلامي المصري بقيادة الظواهري هجوماً على السفارة المصرية في إسلام أباد بباكستان عام 1995، وفي يوليو 2007، قدم الظواهري التوجيه لحصار مسجد لال، وكانت المرة الأولى التي يتخذ فيها الظواهري خطوات متشددة ضد الحكومة الباكستانية، ويوجه المسلحين الإسلاميين ضد باكستان.
في موازاة ذلك، وفي عام 1998 تم إدراج أيمن الظواهري ضمن لائحة الاتهام في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات السفارة الأميركية.
تولى الظواهري قيادة التنظيم في أعقاب مقتل بن لادن على يد قوات أميركية في الثاني من أيار \ مايو عام 2011، واستطاع منذ ذلك الحين الهروب من الملاحقة بالاختباء في المناطق الجبلية على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان حتى أعلنت أميركا مقتله أمس.
كن أول من يعلق على "مقتل أيمن الظواهري بغارة أمريكية"