أوروبا تستعد للتخلي عن الغاز الروسي

يبدو أن الاتحاد الأوروبي يتحرك باتجاه إنهاء اعتماده بشكل كبير على الغاز الروسي. فبعد غزو روسيا لأوكرانيا، استخدم بوتين الغاز الروسي كسلاح ضد جيران روسيا الأوربيين الذين عارضوا بشدة العدوان الروسي على أوكرانيا. كما اتخذوا خطوات لعزل روسيا والتضييق عليها اقتصاديا كنوع من الضغط في محاولة لإثناء سيد الكرملين عن خطوته العدائية الأخيرة ضد أوكرانيا. الأن، وردا على العدوان الروسي، التوجه الأوروبي العام يميل الى التحرر من قيود الغاز الروسي وإيجاد بدائل جديدة.

أوربا
صورة من الأرشيف

خطوات مبدئية نحو التخلي التام عن الغاز الروسي

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبحت صادرات الغاز الروسي محل أنظار المحللين المهتمين بتطور الصراع الروسي الغربي. مع بداية العام الجاري، وبعد العدوان الروسي الأخير على أوكرانيا. طرأت العديد من المستجدات على سريان عملية تصدير الغاز الروسي لأوروبا. كانت البداية من مطالبة موسكو مستوردي الغاز الروسي الاوروبيين الدفع بالروبل، ووصولا الي تخفيض الاتحاد الأوروبي حجم وارداته من الغاز الروسي. أدرك الاتحاد الأوروبي ضرورة انهاء اعتماده على روسيا كمصدّر رئيسي للغاز. وبدأ اتخاذ بعض الخطوات الهامة التي من شأنها تغير هذا الواقع. نشرت مجلة بلمومبيرج مؤخرا مقالا أوضحت فيه. إن ألمانيا وهي أكبر اقتصاديات الاتحاد الأوروبي، تعتزم قطع واردات كل الخام الروسي تقريبًا بحلول نهاية عام ٢٠٢٢.  بالإضافة الى ذلك، حددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، هدفًا لاستبدال حوالي ثلثي واردات الغاز الروسي هذا العام.

في الثلاثاء ٢٦ يوليو الجاري، توصل الاتحاد الأوروبي مجتمعا الى إتفاق على آليات من شأنها خفض استهلاك دول أوروبا من الغز الروسي بنسبة ١٥%. تلك الخطوات وغيرها من السياسات التي قد يتخذها الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، ستتيح لأوروبا فرصة الاستقلال عن اعتمادها على غاز روسيا. كما ستفتح لإنتاج غاز الدول العربية أسواقا أوروبية جديدة.

أوربا: بدائل الغاز الروسي

الامر الذي يبعث الأمل في إمكانية تخلّي أوروبا عن الغاز الروسي بشكل كامل. هو وجود بدائل متمثلة في دول الشرق الأوسط التي أبدت استعدادها توفير الغاز لحلفائهم الأوروبيين.

دول عربية مثل قطر ومصر والسعودية والجزائر والأمارات والتي تعتبر من أكبر منتجي ومصدري الغاز في العالم. وقدموا أنفسهم كبديل عن روسيا التي لا تتوقف عن ابتزاز الغرب ومحاولة لوي ذراعه بكل الطرق الممكنة. العلاقات الدبلوماسية بين تلك الدول العربية والغرب كانت ومازالت مستقرة. كما يبدوا ذلك جليا في الزيارات المتبادلة المستمرة التي يقوم بها قادة الدول الغربية للشرق الأوسط ونظائرهم العرب لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

في يناير/كانون الثاني ٢٠٢٢، زار الأمير تميم بن حمد، امير دولة قطر، الولايات المتحدة والتقى مع الرئيس الأمريكي بايدن، خلال اللقاء كان ملفّ الطاقة أحد أهم الملفات التي ناقشاها القادة. في يوليو ٢٠٢٢ استضافت ألمانيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي زار برلين للمشاركة في أعمال حوار بطرسبرغ للمناخ.

وبنفس الوقت، خلال مؤتمر صحفي للرئيس السيسي والمستشار الألماني أولاف شولتز أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. إن بلاده “مستعدة لتقديم ما لديها من تسهيلات، لإيصال الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا.” تصريح السيسي جاء لمساعدة ألمانيا على مواجهة أزمة اضطراب امدادات الغاز الروسي الأخيرة بعد مماطلة روسيا الأخيرة في إيصال الغاز الروسي لألمانيا.

أوربا
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الألماني فرانك والتر شتاينماير

ربما قد تكون روسيا قد بدأت عداء جديد مع الغرب بعد غزوها الأخير الغير مبرر لأوكرانيا، ولكن ذات الخطوة عززت العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية وحلفائها الأوروبيين. عدوان روسيا على أوكرانيا أعطى فرصة للدول العربية لإظهار عزمهم الوقوف بجانب أوروبا لمواجهة العدوان الروسي ومطامع بوتين التوسعية.  

كن أول من يعلق على "أوروبا تستعد للتخلي عن الغاز الروسي"

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.