ازمة الغذاء العالمية والعودة لما قبل غزو روسيا لأوكرانيا

منذ بداية غزو روسيا الغير مبرر لأوكرانيا والعالم يعاني من أزمة غذاء عالمية نتيجة نقص في المواد الغذائية الضرورية واهمها القمح والذرة والزيوت. صادرات أوكرانيا من الغذاء كانت تسد حاجة الكثير من الدول من تلك السلع، ولا سيما الدول العربية.

 كانت أحد نتائج الغزو الروسي لأوكرانيا هي تعطيل روسيا لصادرات أوكرانيا من الغذاء، وحظر روسيا تصدير الحبوب والأسمدة. أدى هذا التعطيل الى تفاقم أزمة الغذاء العالمية وشكّل تهديدا خطيرا للأمن الغذائي الدولي. تمكنت روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية وتحت رعاية اممية من التوصل لاتفاق لإعادة تصدير تلك السلع الغذائية. هل ستنجح الاتفاقية في إعادة حجم تجارة الغذاء الدولية من البلدين إلى ما قبل الغزو؟

ازمة الغذاء
توقيع اتفاقية اعادة تصدير الحبوب برعاية الامم المتحدة

محاولة لتخفيف حدّة الازمة

في مبادرة من تركية لتخفيف الازمة، وقّعت أوكرانيا وروسيا في تموز \ يوليو اتفاقين منفصلين مع تركيا. حيث ينصا على استئناف وتسهيل صادرات الغذاء من البلدين. على الرغم من ذلك، تستمر العمليات العسكرية التي بدأتها روسيا في فبراير الماضي في محاولة لغزو أوكرانيا دون وجه حق.
لم توقع روسيا مع أوكرانيا اتفاق مباشر لإعادة عمل خطوط تصدير المواد الغذائية من البلدين. لكن هذه الأتفاقيات المنفصلة تعتبر بصيص أمل للدول التي عانت من أزمة غذاء منذ بداية العام. لتنسيق العمل المشترك بين روسيا وأوكرانيا وتركيا، أنشأت تركيا مركزا مشتركا للتنسيق والقيادة، مقره إسطنبول. يشارك في هذا المركز أيضا مسؤولون من الأمم المتحدة وقد تم توقيع الاتفاقية يوم ٢٢ يوليو .٢٠٢٢

بادرت روسيا بإظهار سوء النية يوم ٢٣ يوليو حيث قصفت أحد الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود. الذي كانت .تستخدمه أوكرانيا لتصدير الحبوب
التصرف الروسي هو نموذج واضح لمدى عدم تعاون روسيا مع المجتمع الدولي لحل الازمات، وإصرار على إعطاء وعود كاذبة والتصرف بتغطرس. اعتداء مثل هذا لا يقود الى تهدئة بل يزيد النزاعات اشتعالا، وبالتالي تتفاقم أزمة الغذاء العالمية.

آمال وتحديات

تلك الاتفاقية تعتبر مهمة بالنسبة للدول المستورِدة للغذاء من أوكرانيا، خاصة دول افريقيا والشرق الأوسط. كذلك فإن الاتفاقية هامة أيضا للمزارعين الأوكرانيين. لأن وبعد توقيع الاتفاقية وعودة الموانئ الأوكرانية للعمل، لن يتحمل المزارعون الاوكرانيون تكاليف الشحن البرّي عبر بولندا ورومانيا. مع عودة هذا الأمل، هناك تحديات أمام نجاح الاتفاقية في إعادة وضع صادرات الغذاء الروسية الأوكرانية الى ما قبل الغزو.
أولاً الحرب مازالت قائمة، واحتمالية تصعيد العمليات العسكرية بين الطرفين واردة، وقد يؤدي التصعيد العسكري بين البلدين الى تعطيل عمل الاتفاقية في أي وقت.

ثانيا توجد فجوة ثقة بين كييف وموسكو، خاصة بعد إبداء موسكو سوء النية، من خلال قصف ميناء أوكراني، مطل على البحر الأسود قبل أن يجف حبر اتفاقية إعادة تصدير المواد الغذائية.
ثالثاً ليس هناك ضامن لاستمرار الاتفاقية والتزام روسيا ببنودها. على الرغم من مشاركة الأمم المتحدة و تركيا التي تعتبر دولة قوية وذات تأثير إقليمي في الاتفاق. إلا أن كلاهما لا يملك القوة لإجبار سيد الكرملين العنيد على الالتزام بما وقّع عليه من اتفاقات.
أخيرا وليس اخرا، روسيا معروفة بتضليلها للعالم من خلال نشر معلومات كاذبة ومضللة لخدمة مشاريعها التوسعية. قبل بداية غزو روسيا لأوكرانيا تكرر نكران موسكو نيتها الاعتداء على جارتها. حيث كان الكرملين يدّعي ان حشد قواته على الحدود الأوكرانية مجرد تدريب عسكري. ثم فوجئ العالم بالتحرك العسكري الروسي داخل الأراضي الأوكرانية.

قد يتكرر الأمر ذاته وتختلق روسيا ادعاءات تتهم من خلالها أوكرانيا بهجوم او آخر وتتخذ ذلك زريعة لنقض الاتفاقية. المسؤول الأول والأخير عن أزمة الغذاء العالمية هي روسيا التي بدأت غزو أوكرانيا في فبراير الماضي بدون وجه حق .

سعي حميد ولكن ليس كافي

المسؤول الأول والأخير عن أزمة الغذاء العالمية هي روسيا. التي بدأت غزو أوكرانيا في فبراير الماضي بدون وجه حق.
المحاولات التركية الأخيرة للتقليل من حدّة أزمة الغذاء العالمية، قد يكون لها تأثير إيجابي مؤقت على التقليل من حِدة الأزمة.
مع أستمرار روسيا، في عدوانها، وعدم ظهور أي بوادر تبشّر بعدول روسيا عن قرار غزو أوكرانيا. إضافةً الى ازمة الثقة، تجعل الأمل في انتهاء الازمة بشكل كامل بعيد الاحتمال.
 قد يتم استئناف الشحن البحري للمواد الغذائية لروسيا وأوكرانيا ولكن عودة حركة تجارة المواد الغذائية الى ما كانت عليه قبل غزو روسيا لأوكرانيا، قد يتطلب ما هو أكثر من توقيع اتفاقية يمكن ان تنقضها روسيا في أي وقت.

كن أول من يعلق على "ازمة الغذاء العالمية والعودة لما قبل غزو روسيا لأوكرانيا"

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.