أثر قرار التعبئة على الاقتصاد الروسي

عانى الاقتصاد الروسي، وما يزال يعاني، من تداعيات التوسع العسكري لروسيا. لعل أهم واخر تلك التدخلات كانت في سوريا تلتها أوكرانيا. قرار التعبئة الأخير، لدعم العملية العسكرية في أوكرانيا، يمكن أن يكون فارقة في مدى تدهور الاقتصاد الروسي. الى أين تتجه مؤشرات الاقتصاد الروسي؟ وكيف يمكن أن يزيد ذاك القرار من تدهور اقتصاد روسيا؟

الاقتصاد الروسي
بوتين، المسؤول الأول عن تدهور الاقتصاد الروسي

الاقتصاد الروسي: تكرار الخطأ

منذ تولّي بوتين الحكم في روسيا، وتدخلات موسكو في شؤن الدول الأخرى لم تتوقف عند استوينا، جورجيا، أوكرانيا، سوريا وأخيرا أوكرانيا. يبدو أن الرئيس الروسي ينفذ خطّة عدوان ممنهجة. تلك الاستراتيجية تهدف الى توسيع نطاق الهيمنة الإقليمية الروسية، حتى وإن جاء ذلك على حساب الاقتصاد الروسي. عدوان روسيا تكرر في كل تلك الدول. تلك التدخلات أدخلت روسيا في عزلة سياسية عن جيرانها، والغرب. بالإضافة الى ذلك، تركت روسيا تعاني من تدهور اقتصادي. ما يلبث ان يتحسن الاقتصاد الروسي، إلا ويخلق بوتين أزمة جديدة، بتدخّل جديد، تؤثر على روسيا اقتصاديا ويأخذها خطوة الى الوراء.  

قرارات مفاجئة

في الأربعاء، ٢١ سبتمبر/أيلول الجاري أعلن الرئيس الروسي استدعاء ٣٠٠٠٠٠ جندي روسي من جنود الاحتياط. تبع هذا القرار تطورات جديدة تشير الى تدهور الاقتصاد الروسي.

بعد ساعات من القرار، انخفضت أسهم الشركات في البورصة الروسية بنسبة ١٠%، لتستقر لاحقا بانخفاض 4%. تدرك الحكومة الروسية التداعيات السلبية الجديدة لقرار التعبئة على الاقتصاد، ومع ذلك، لم تتراجع عن القرار. كذلك أثّر عدم استقرار العملة الروسية على القطاع الصناعي في روسيا.

. ذلك التأثير يرجع لاعتماد القطاع بشكل كبير على استيراد المواد الخام، وخاصة من أوروبا. في لقاء مع قناة الجزيرة، صرح أحد مالكي مصانع الأثاث في روسا قائلاً “أكثر ما يقلقنا هو عنصر المفاجئة، وعدم كفاية الوقت لترتيب أوراقنا.” كذلك أضاف “تحتم علينا في الوقت الراهن تغير مسار تصريف منتجاتنا، والاتجاه أكثر نحو السوق الداخلية.”

لكن هذا الحل يبدو محل شك. روسيا تعاني من مشكلة تضخم. في ظل التضخم الحالي الذي تواجه روسيا والعالم، ينخفض معدل إنفاق المواطنين الروس. لذلك، يمكن القول ان معاناة هذا المالك، وغيرة من أصحاب المصانع الروس قد تمتد وتزداد حدّة مع استمرار الحرب.

قد يحاول بوتين إقناع شعبه والعالم بان وضع روسيا الاقتصادي مستقر. إلا أن الأرقام والمؤشرات توحي بغير ذلك. الاقتصاد الروسي حتما تأثر سلبا. قد يسوء هذا التأثر في المستقبل مع تمادي سيد الكرملين في عدوانه، ومفاجأته الغير ساره للعالم ولشعبه. ذاك الشعب الروسي، الذي لا يبدو قطاع كبير منه راضيا عن سياسات بوتين التوسعية.

كن أول من يعلق على "أثر قرار التعبئة على الاقتصاد الروسي"

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.