أزمة الطاقة في أوروبا. عِناد روسيا يزيد من تلوث البيئة

أزمة الطاقة، الناتجة عن تعليق روسيا صادراتها من الغاز للدول الأوروبية، أدّت الى بحث تلك الدول عن بدائل. كانت أحد تلك البدائل هي إيجاد دول جديدة مصدّرة، مثل مصر وقطر والجزائر.

لكن أوروبا مازالت تعاني من مشكلة نقص الغاز. أجبر ذلك النقص، الناتج عن التعنت الروسي، دول أوروبا الى استخدام المزيد من الفحم. يمكن أن يكون استخدام الفحم حل مؤقت للأزمة، ولكن ذلك الحل يأتي بثمن، حيث يؤثر تطبيقه سلبا على البيئة والمناخ.

أزمة الطاقة
دول أوروبا تلجاء الى استخدام المزيد من الفح كحل مؤقت للأزمة

أزمة الطاقة: بديل غير نظيفة

علاوة على ذلك بعد رفض الدول الأوروبية دفع ثمن الغاز الذي تستورده من روسيا بالروبل وبعدتعليق صادرات الغاز لأوروبا. أدى ذلك الى ارتفاع أسعار الكهرباء، وبالتالي، أزمة طاقة في الدول الأوروبية. أصبح من الضروري للدول الأوروبية تعويض نقص الغاز، لحل أزمة الطاقة. كان البديل الأكثر وفرة هو الفحم.

ولكن هذا البديل ليس مثل الغاز، الفحم يعتبر أكثر مصادر الطاقة تلويثا للبيئة. استخدام الفحم وحده مسؤول عن ٢٠% من انبعاثات الغاز، المؤدية الى الاحتباس الحراري. طبقا لتقارير وكالة الطاقة الدولية، أكثر من ٧٨٪ من انبعاثات الكربون، الناتجة عن توليد الطاقة عالميا، مصدرها حرق الفحم. كلما زاد استخدام الفحم، كلما زاد الهواء تلوث، وتأثر المناخ سلبا.

عِناد روسي

لا سيما أن الرئيس الروسي يعلم جيدا، تداعيات منع الغاز الروسي عن أوروبا، سواء انسانيا أو بيئيا. الملايين في الدول الأوروبية يعتمدون على الغاز الروسي بشكل رئيسي للتدفئة. في الوقت ذاته، كانت المفاوضات الروسية الأوروبية، فيما يخص أزمة الطاقة، قصيرة وغاب عنها عنصر التنازل من الجانب الروسي. سيد الكرملين يصرّ على ان تدفع أوروبا بالروبل مقابل الغاز. الدول الأوروبية، في المقابل، لا تتفق مع موسكو في عدوانها، وترفض دفع ثمن الغاز بالروبل. شرعت بعض الدول الأوروبية في تأمين مصادر بديلة للغاز. دول مثل مصر والجزائر وقطر، يمكنها توفير غاز لأوروبا، لكن لا يبدو أن الأمر سهل من الناحية اللوجستية. قد تكون عملية النقل والتخزين مكلفة، وأكثر تعقيدا من التدفق السهل للغاز الروسي عَبر خط نورد ستريم، الذي أوقفه بوتين. 

أزمة الطاقة
تداعيات منع الغاز الروسي على أوربا

قد يكون الشتاء القادم أكثر برودة، بالنسبة لملايين الأوروبيين. توقّف روسيا عن تصدير الغاز لأوروبا، سيزيد من حدّة أزمة الطاقة هناك. للتعامل مع الأزمة، وتعويض النقص، ستستخدم أوروبا المزيد من الفحم للتدفئة. الانبعاثات الناتجة عن تلك الخطوة ستؤثر على البيئة بشكل كبير. روسيا لا تبدي أي تعاون في هذا المجال، والتلوث المتوقع حدوثه، نتيجة استخدام الفحم، سيكون العناد الروسي المسؤول الرئيسي عن حدوثه.

كن أول من يعلق على "أزمة الطاقة في أوروبا. عِناد روسيا يزيد من تلوث البيئة"

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.