في أوّل مهمّة استكشافية.. “سبيس إكس” تُطلق قمر صناعياً الى المدار

أطلقت شركة “سبيس إكس” صاروخ، في صباح يوم الجمعة، يحمل قمرًا صناعيًا، لإجراء مسح عالمي لمياه سطح الأرض. ومن المتوقع أن تكشف هذه المهمة آليات تغير المناخ وعواقبه.

قمر صناعي
شركة “سبيس إكس” تطلق قمر صناعي لكشف تغيرات المناخ

أطلقت شركت الصواريخ التي يملكها إيلون ماسك الصاروخ الاستكشافي، حيث أضاء ساحل كاليفورنيا أثناء انطلاقه من منصة الإطلاق في قاعدة فاندنبرغ الأمريكية للقوة الفضائية. استغرقت رحلت الصاروخ فالكون 9، الذي يحمل القمر الصناعي، إلى المدار تسع دقائق. كما إن مقطع فيديو من كاميرا مثبتة في مقدمة الصاروخ أظهر القمر الصناعي الخاص بالمياه السطحية والمحيطات على بعد حوالي 530 ميلاً (850 كم) فوق الكوكب.

يحمل رادار القمر الصناعي تكنولوجيا متقدمة لجمع قياسات عالية الدقة للمحيطات والبحيرات والخزانات والأنهار على مساحة 90٪ من الكرة الأرضية. بالإضافة الى ذلك يقوم رادار بجمع بيانات عن طريق عملية مسح مرتين على الأقل كل 21 يومًا. كما إن العلماء سيستخدمون هذه البيانات لتعزيز نماذج دوران المحيطات ودعم توقعات الطقس والمناخ والمساعدة في إدارة إمدادات المياه العذبة في المناطق المنكوبة بالجفاف.

الجدير بالذكر إن شركة ناسا الأمريكية ووكالة الفضاء الفرنسية ساهمة ببناء مكونات القمر الصناعي. تأتي هذه الخطوة بعد 20 عامًا من التطوير من قبل وكالة الفضاء الأمريكية وبمساهمات من نظرائها في كندا وبريطانيا. كما إنها واحدة من 15 مهمة مدرجة من قبل المجلس القومي للبحوث كمشاريع يجب أن تقوم بها ناسا في العقد المقبل.

 مهمة القمر الصناعي تتبع التغير المناخي

الدوافع الرئيسية لمهمة القمر الصناعي هي استكشاف كيفية امتصاص المحيطات للحرارة الجوية وثاني أكسيد الكربون. كما إنها عملية تقوم بتنظيم درجات الحرارة العالمية بشكل طبيعي وتساعد على تقليل تغير المناخ. في حين، يقدر العلماء أن المحيطات قد امتصت أكثر من 90٪ من الحرارة الزائدة المحتبسة في الغلاف الجوي للأرض بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان.

سيكون نظام المسح لمياه سطح الأرض قادرًا على قياس الفروق الدقيقة في ارتفاعات السطح حول التيارات والدوامات الأصغر. كما يعتقد الباحثون أن الكثير من انخفاض حرارة المحيطات والكربون تحدث.

فهم هذه الآلية ستساعد في الإجابة على سؤال مهم. نقطة التحول التي تبدأ عندها المحيطات في إطلاق كميات كبيرة من الحرارة إلى الغلاف الجوي بدلاً من امتصاصها، وبالتالي تكثيف الاحتباس الحراري بدلاً من الحد منه.

بالإضافة، سيمكن نظام المسح المائي على ملاحظة الخصائص الأرضية الصغيرة على مناطق أوسع بكثير من الأقمار الصناعية السابقة. كما ستساعد في دراسة آثار ارتفاع مستويات المحيطات على المناطق الساحلية. تعتبر أجسام المياه العذبة نقطة تركيز رئيسية أخرى في عملية المسح. كما سيتم مراقبة جميع الأنهار تقريبًا التي يزيد عرضها عن 330 قدمًا (100 متر).  بالإضافة إلى أكثر من مليون بحيرة وخزان.

إن إجراء فحص لموارد المياه على الأرض مرارًا، خلال مهمة تستغرق ثلاث سنوات، سيمكن الباحثين من تتبع التقلبات في أنهار وبحيرات الكوكب بشكل أفضل، أثناء التغيرات الموسمية وأحداث الطقس الكبرى.

 يعمل جهاز الرادار على تردد يسمح لمسح واختراق الغطاء السحابي والظلام ورصد الخرائط في بعدين. بينما اعتمدت الدراسات السابقة للمسطحات المائية على البيانات المأخوذة في نقاط محددة أو من الأقمار الصناعية التي يمكنها فقط تتبع القياسات على طول خط أحادي البعد. من المتوقع أن يبدأ القمر الصناعي في إنتاج بيانات بحثية في غضون أشهر.

كن أول من يعلق على "في أوّل مهمّة استكشافية.. “سبيس إكس” تُطلق قمر صناعياً الى المدار"

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.