من المعتاد أن يستخدم الباحثون في المجالات البحثية مصادر تعود للآخرين مهتمين في المجال العلمي ووسائل تواصل خاصة. أثارت مقالة افتتاحية لإحدى الباحثات مفاجأة في الأوساط البحثية، حيث كان الباحث المشارك معها، هو برنامج الذكاء الصناعي “تشات جي بي تي”.
الذاكاء الصناعي / تشات جي بي تي
الجدير بالذكر إن برنامج “تشات جي بي تي” chatGPT يُنشئ نصاً واقعياً وذكياً استجابة لطلب المستخدم. تقوم الشبكات العصبية التي تتعلم أداء مهمة عن طريق هضم كميات هائلة من النصوص الموجودة التي تم إنشاؤها بواسطة الإنسان.
ماهي القضايا التي تهم الباحثون؟
يتصارع الباحثون حول القضايا الأخلاقية المحيطة باستخدامها؛ لأنه قد يكون من الصعب تمييز الكثير من مخرجاتها عن النص المكتوب من قِبل الإنسان. حولت الباحثة سيوبان أوكونور، من كلية العلوم الصحية بجامعة مانشستر البريطانية تلك الأداة إلى باحث مشارك في مقالتها البحثية. من جانب آخر، يرفض كثيرون تلك الخطوة من منطلق “مسؤولية المؤلف”. بالإضافة الى إن تلك الأداة لا تستطيع تحمّل المسؤولية عن محتوى الأوراق العلمية وسلامتها. كما يرى آخرون أنها أصبحت واقعاً، ومن الأفضل تقنينها بدلاً من منعها.
بالإضافة، تميل الباحثة سيوبان أوكونور، إلى خيار التقنين، معتبرة أن “الخطوة التي أقدمت عليها، أفضل بكثير من أن يحمل المقال اسمها بمفردها. بينما يكون لتلك الأداة دور كبير في كتابته”. وتضيف، “على حد علمي كانت مقالتي هي أول مقالة منشورة في مجلة علمية لاستخدام (تشات جي بي تي) كمؤلف مشارك. ولكن هناك البعض الآخر على مواقع ما قبل طباعة الأبحاث تخضع لمراجعة الأقران في المجلات”.
اعتراف ضمني بأهمية “تشات جي بي تي”
وبنفس الوقت، صدّر تعليق لروجر واتسون، رئيس تحرير المجلة التي نشرت هذا المقال، والذي اعتذر فيه عن كتابة اسم “تشات جي بي تي” ضمن المؤلفين المشاركين بالدراسة. وقال واتسون، في تصريحات لموقع “نيتشر”، إن كتابة اسم البرنامج ضمن قائمة المؤلفين مرّ عن طريق الخطأ وسيتم تصحيحه قريباً. كما إن هذه الخطاء كان ذ سهواً من جانبه؛ لأن المقالات الافتتاحية تمر بنظام إدارة مختلف عن الأوراق البحثية. في حين، لم يتم تصحيح ما وصفه واتسون بـ “الخطأ “حتى الآن. ربما يعكس هذا التصحيح الذي يعتزم رئيس التحرير تنفيذه، اتجاهاً يفضله البعض. كما هو الاعتراف بمساهمة الذكاء الصناعي في كتابة الأوراق، على أن تتم كتابة ذلك في قائمة المراجع، وليس في قائمة المؤلفين.
المصدر: وكالات
كن أول من يعلق على "هل يستطيع الذكاء الصناعي أن يحل محل الباحثين؟"