لماذا أصبح سيد الكرملين بحاجة أكبر الى النخب الروسية، بعدما كانت ولفترة طولية تمجد به من أجل مصالحها؟
في ضل الانقسام الكبير في المجتمع الروسي بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، بات بوتين أكثر حاجة لهذه النخبة، بحسب تقرير لصحيفة.
وأضافت الصحيفة إن مسألة كيفية استجابة النخب الروسية للتطورات في الحرب الروسية الأوكرانية أصبحت واحدة من أكثر القضايا التي نوقشت في وسائل الإعلام الروسية.
فيالوقت الذي تتصاعد به الأصوات المنددة بالغزو والهروب الجماعي على أثر قرار “التعبئة الجزئية. ترجع الصحيفة الى الدور الذي يمكن للنخب أن تلعبه في كبح جماح بوتين ومنعه من القيام بمزيد من التصعيد.
وتشير المجلة إلى أن النخب أصبحت عاملا يتعين على بوتين أن يأخذه في الاعتبار عند اتخاذ قراراته. وبنفس الوقت، يتصاعد الجدل حول ما إذا كانت النخب الروسية منقسمة أم لا على خلفية صراعات داخلية غير مسبوقة تشكك في التكتيكات الروسية في أوكرانيا.
هل تشكل النخبة الروسية تهديداً لبوتين؟ وكيف يمكن أن تؤثر المزيد من الإخفاقات العسكرية المحتملة على الحالة المزاجية بين النخب؟
يشير التقرير إن جزء كبير من النخبة الروسية يعتبر الحرب كارثة، ولا يزال لدى البعض الآخر شكوك كبيرة حول الطريقة التي يدير بها بوتين الحرب.
النخبة الروسية: سخط وتدخل في عملية صنع القرار
ترى الصحيفة إلى أنه للمرة الأولى على الإطلاق، نرى جزأ مهما من النخبة يجرؤ على التدخل في عملية صنع القرار لدى بوتن ويفرض على الكرملين رؤيته الخاصة للكيفية التي ينبغي أن تدار بها الحرب.
في تقرير نشرته إحدى الصحف، إن يفغيني بريغوجين، واجه سيد الكرملين مؤخراً بإخفاقات جيشه في حرب أوكرانيا، وفقاً لمسؤولين مطلعين.
يفغيني بريغوجين، مؤسس وصاحب شركة المرتزقة الروسية “فاغنر”، هو أحد المقربين جدا من بوتين، والذي يوصف من وسائل الإعلام بـ “طباخ الكرملين”.
تأسست المجموعة في 2014 للقتال في أوكرانيا، وأنتشر عناصرها في سوريا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية خصوصا.
في تقرير، كشفته وسائل إعلامية إن “فاغنر” متورطة بجرائم حرب في جمهوريَّة إفريقيا الوسطى وسوريا، بالإضافة الى ليبيا.
وفي نفس السياق، إن انتقادات بريغوجين تؤكد ما يصرح به علناً، لكن الكشف عن أنه لم يشعر بالحرج من مواجهة بوتين بهذه الانتقادات القاسية للأداء العسكري الروسي دلالة على تنامي نفوذه في ظل تعثر حرب موسكو.
كما يسلط الضوء أيضاً على الموقف المهتز للقيادة الرسمية لمؤسسة الدفاع الروسية، التي تعرضت لانتقادات بسبب الخسائر في المعارك.
وأصبحت مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير “روسيا اليوم” التابعة للكرملين؛ طالبت بتوجيه ضربة واسعة النطاق ضد مراكز صنع القرار في أوكرانيا. وهي إشارة على عدم الرضا عن أداء وزارة الدفاع الروسية.
بالإضافة، إن نواب مجلس الدوما الذين كانوا حتى وقت قريب مقربين من وزارة الدفاع انضموا إلى هذه الجهود. مطالبين المدعي العام بالتحقيق في الفساد في الجيش.
وتخلص المجلة أن بوتين يجد نفسه الآن في وضع لم يعد بإمكانه فيه اتخاذ القرارات بمعزل عن الآخرين. كما إن موقفه يضعف تدريجيا مع فشل خططه. فيما النخب أصبحت أكثر جرأة.
كن أول من يعلق على "بعد الانتكاسات العسكرية الروسية.. النخبة الروسية تقلق بوتين "