يعد التراث الثقافي السوري عنصرًا مهم يجب أخذه بعين الاعتبار واتخاذه أساسًا في عملية البناء، كما يعتبر واحد من العوامل الرئيسية في تماسك المجتمع. لذلك، برزت منظمات مدنية تهتم بدراسة التراث الثقافي خصوصاً في مناطق الشمال السوري.
سوريا، حلب، أدلب، الشمال السوري
جهود محلية وعالمية من أجل أحياء التراث الثقافي السوري
حصدت ثلاثة فرق سورية مختصة في مجال حماية التراث والآثار جائزة المنافسة المقدمة من مبادرة “تراثنا العالمي” (Our World Heritage) العالمية. وبالتالي تهدف هذه الجهود الى دعم الفرق وبناء قدرات السوريين للحفاظ على التراث من خلال التوثيق الرقمي ومكافحة التجارة غير المشروعة بالآثار.
الجدير بالذكر إن الفرق المساهمة في المشروع هي فريق “مبادرة حماية التراث” في منظمة “اليوم التالي”. بالإضافة الى فريق من مشروع “آرك” (K/ARC) لحماية وتوثيق التراث الثقافي العالمي، وفريق “آرتيف” (Artive) المختص بحماية الآثار.
كيف توثق الفرق المباني التراثية؟
وهذه الجائزة التشجيعية تتضمّن دعم الفرق تقنيًا. بالإضافة إلى دعوة ممثلين عن الفرق المشاركة لحضور دورة تدريبية في مجال التصوير الثلاثي الأبعاد.
كما إن الفرق وثّقت عددًا من المعالم والمباني المهمة في شمال غربي سوريا. ومن بين تلك المناطق هي منطقة “المدن الميتة”، وأنتجت نماذج ثلاثية الأبعاد لهذه المباني الموثّقة.
وتكمن أهمية هذه المبادرة في استخدام تقنيات التوثيق الحديثة في مجال الآثار داخل سوريا. الى جانب ذلك، تدريب المختصين في البلد على استخدامها، ورفع وعي السكان المحليين بأهمية الآثار. بالإضافة إلى أن المخرجات والنماذج المنتجة يمكن استخدامها في مجالات واسعة.
ويتكوّن فريق “مبادرة حماية التراث” من عدة مختصين في مجال التراث والآثار في سوريا من مهندسين وخبراء آثار.
“المدن الميتة”
” المدن الميتة” (أو المدن المنسية) هي مدن وقرى أثرية سورية تقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظتي حلب وإدلب. كما إن هذه المواقع والقرى تمدد في جبال الكتلة الكلسية ووديانها وشعابها في شمال غربي سوريا.
أنجز فريق “مبادرة حماية التراث” عدة مشاريع خلال الأعوام الماضية، ويتركّز نشاطه في مناطق شمال غربي سوريا.
وفق ما قاله منسق “مبادرة حماية التراث”، خالد حياته، أن أكثر من 400 موقع أثري مسجل في المنطقة. كما تضم 40 قرية أثرية مسجلة على لائحة التراث العالمي، وتعود هذه المواقع الأثرية إلى حقب زمنية مختلفة من عصور ما قبل التاريخ مرورًا بفترة الشرق القديم والفترة الكلاسيكية وحتى الفترة الإسلامية المتأخرة.
المصدر: وكالات
كن أول من يعلق على "مبادرة من أجل حفظ التراث الثقافي في سوريا"