نصف نهائي مونديال قطر يشهد منافسة مثيرة، حيث ستواجه الأرجنتين كرواتيا في يوم الثلاثاء ويلتقي المنتخب الفرنسي المغرب الأربعاء.
يشارك النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الدور الربع نهائي، حيث ستكون فرصته لأخيرة لتحقيق لقب كأس العالم من أجل ترسيخ إرثه كأعظم لاعب على الإطلاق. الجدير بالذكر إن ميسي فازا بكل البطولات الكروية.
في المقابل، سيواجه ميسي كرواتيا العنيدة والطامحة لا حرز القب، حيث استطاع لوكا مودريتش ورفاقه الوصول الى هذه الخطوة قبل أربع سنوات في روسيا. في غضون ذلك، تتطلع فرنسا إلى أن تصبح أول فريق بعد البرازيل يفوز بكأس العالم مرتين متتاليتين. تواجه فرنسا المنتخب المغربي الذي يصنع التاريخ ويقاتل من أجل أن يصبح أول دولة أفريقية تصل إلى النهائي.
هل سينهي ميسي الجدل حول أفضل لاعب في العالم؟
عندما فازت الأرجنتين على البرازيل بكأس كوبا أمريكا في استاد ماراكانا في صيف عام 2021، جلس ميسي على ركبتيه عند صافرة النهاية وركض الفريق بأكمله نحوه. كان هذا هو أول لقب له على الإطلاق دولياً، وهي علامة فارقة في مسيرته الكروية المليئة بالإنجازات. لذلك تعتبر نسخة كأس العالم الحالية آخر فرصة من إكمال الصورة الجميلة التي نحتها النجم الأرجنتيني.
لقد ارتقى ميسي إلى مستوى متميز حتى الآن وهو يقود منتخب بلاده إلى هذه الدور. كما إن أهدافه الأربعة وتمريراته الحاسمة تسابق زميله، كيليان مبابي، في باريس سان جيرمان على الحذاء الذهبي في قطر. تعرض ميسي لانتقادات لاذعة من قبل الجماهير الأرجنتينية، وقال البعض إنه يفضل برشلونة على المنتخب الأرجنتيني. لكن النجم الأرجنتيني يحاول استعادت مستواه المثالي من أجل إحراز القب الأخير الغائب من خزائنه. فقد سجل في مرمى أستراليا وهولندا في كل المباريات الحاسمة في طريقه إلى الدور ربع النهائي. هذه فرصته الأخيرة ليعادل إنجاز دييجو مارادونا، لإعادة كأس العالم إلى الأرجنتين.
فرنسا تدافع عن لقبها
قد لا تكون فرنسا هي الفريق الذي كانت عليه في 2018، لكنها تسعى بقوة للدفاع عن لقبها التي حققته قبل أربع سنوات في روسيا.
يعاني الفريق من إصابات وخاصتاً غياب نجم ريال مدريد كريم بنزيمة وآخرين أمثال بول بوجبا ونجولو كانتي وكريستوفر نكونكو وبريسنيل كيمبيمبي. لكن المدرب ديدييه ديشان جمع مجموعة جيدة ممكن أن تحقق القب مرة أخرى. على الرغم من غياب تماسك الفريق خلال البطولة الأوربية في 2018، إلا أن ديشان جعل الفريق أكثر تناسقاً. وقال المدرب الفرنسي، ” من أجل الفوز بالمباريات يجب أن يكون لديك معسكر وأعداد جيد”. كما إن وجود مبابي، هداف البطولة بخمس أهداف، ساعد الفريق بالفوز بالمباريات التي خاضتها فرنسا خلال التصفيات.
هل تستمر المعجزة المغربية؟
مهما كانت النتيجة ضد فرنسا، فإن الجماهير المغربية والعربية ستتذكر الفريق المغربي كبطل. الجدير بالذكر، إن المغرب هو أول دولة أفريقية وعربية تصل إلى نصف نهائي كأس العالم على الإطلاق. بخلاف كل التوقعات، استطاعت المغرب أن تصل الى المربع الذهبي. بالإضافة الى ذلك، قد عين وليد الركراكي مدير فنياً للمنتخب المغربي قبل فترة وجيزة من بداية البطولة. كما أن أحد أسرار نجاح المدرب هو دمج أسر اللاعبين في المعسكر. طقوس الاحتفال التي قام بها أشرف الحكيمي مع والدته بعد كل مباراة أوضحت مدى ذكاء تلك الخطوة.
وقال مدافع فولهام والمغرب السابق عبده وادو، “أعتقد أن لدى المدرب فكرة رائعة لإحضار كل الأمهات، لأن الأمهات جزء من ثقافتنا”. “الأمهات تجلب القوة والطاقة للاعبين.”
بعد هزيمة البرتغال وإسبانيا وبلجيكا، تسعى المغرب بإطاحة فرنسا من المسابقة. قد يكون وصفهم بـ “القتلة العملاقين” سابقًا لأوانه في هذه المرحلة، لكن الفوز على فرنسا سيضمن بالتأكيد أنهم يستحقون اللقب.
هل تستطيع كرواتيا التقدم خطوة أبعد من 2018؟
المواجهة ما بين كرواتيا والأرجنتين ستكون مختلفة تماماً. كرواتيا لا تسعى إلى إثارة الجدل. إنهم يفضلون السلوك الهادئ والصلب في كثير من الأحيان في البطولات. أظهر مودريتش وإيفان بيريسيتش ثقة عالية وتماسك بسبب خبرتهم الاحترافية. بالإضافة الى عدد قليل من اللاعبين الشباب الذين أضافوا الجودة والطاقة. هذا جزء من مسيرة جيدة أخرى تضاف الى مونديال 2018 في روسيا. ستحتاج كرواتيا إلى التركيز الذهني للتغلب على ميسي ورفاقه والجماهير للأرجنتينية في ملعب لوسيل الهائل. من الممكن أن تتعامل كرواتيا مع هذه المباراة بطريقة لا يستطيع أن يفعلها سوى القليل.
كن أول من يعلق على "نصف نهائي المونديال: آخر تسديدة لميسي وفرنسا تدافع عن لقبها والمعجزة المغربية"